جينات هاس اسكندراني………كما عرفتها
جينات هاس اسكندراني…….كما عرفتها
وصلني اليوم كتاب « جينات المتمردة الذي بعثته لي صاحبته « جينات هاس اسكندراني » هدية لي ولزوجتي مليكة لتذكرنا بالأيام الجميلة والنضالات الكثيرة التي خضناها جنبا الى جنب منذ تعرفت عليها في أواخر سنة 1992 في باريس.
وقبل أن أكتب عن جينات أتركها تقدم نفسها وتعرفنا بنشأتها الأولى.
تقول جينات : » نشأت في مقاطعة الألزاس في فترة مضطربة من أب شيوعي ومقاوم وأم فوضوية ومقاومة أيضا.عشت طفولة خارقة للعادة قضيتها في دهليز في ظل الأحتلال الألماني. كانت جدتي من أمي امرأة من التزيغان اليهود وقد أخذ الألمان كل اخوتها البنات والأولاد الذين لم يهربوا الى جبال الفوزج الى المحتشدات وقد رجعوا جميعا ولكن في أسوء الأحوال وبالخصوص عمتي الكبرى ماريا التي كنت أحبها بشكل خاص. »
كل هذه الحقائق المريرة في حياة جينات أكتشفتها عند قراءة كتابها لأنها كانت تتحاشى الحديث عن نفسها وحياتها الخاصة على الرغم من علاقاتنا التي توطدت مع السنين.
جينات هاس اسكندراني…….كما عرفتها
عرفت جينات هاس اسكندراني نهاية سنة 1992 في أحد الأجتماعات الأنتخابية لنائبة برلمانية من حزب الخضر في باريس حضرته مع زوجتي مليكة.
وقد قربتي اليها حملها اسم اسكندراني وقد ذكرت لي أنها كانت متزوجة من تونسي. في لقائنا الأول لم تكن تعرف كثيرا عن أحوال تونس انذاك فقد أقامت فيها سنوات عديدة وغادرتها مع ولدها وبنتيها في بداية السبعينات. كان من الصعب على امرأة تحمل فيروس التمرد على كل شيئ منذ نشأتها الأولى أن تتحمل ضغوط العائلة التونسية والطبيعة المحافظة للمجتمع بالرغم من أنها لم تنكر أبدا الجوانب الأيجابية الكثيرة التى لمستها في حياتها التونسية.
جينات كانت مناهضة للنازية منذ طفولتها وبعد سقوط النازية وبداية حرب التحرير الجزائرية انخرطت في المساندة الفعلية لجبهة التحرير الجزائرية فيما سمي وقتها « بحملة الحقائب » في الأول كانت تنقل الرسائل بين المناضلين والعناصر القيادية في ألمانيا وسويسرا القريبتين من كلمار محل سكناها ومع تقدمها في السن والخبرة تحولت الرسائل الى مبالغ مالية.
بعد أشهر قليلة من لقائنا الأول عبرت جينات عن استعدادها لمساعدتنا خاصة وقد التحق بنا صديقها « فوسطو جيوديتشي « مؤسس حركة الزباطيست وهي حركة ثورية لا تعترف بزعيم أو قائد أو رائد سوى أميليانو زباطا القائد الثوري المكسيكي الذي مات سنة1919.
جينات كانت على كل الواجهات وفي كل الجبهات. في فرنسا كانت في الحركات المناوئة للذرة والمنشئات الذرية وضد التدخل الفرنسي في افريقيا والعالم العربي ومع كل الحركات الحقوقية وضد اليمين المتتطرف ..وكانت مع الحق الفلسطيني وقد أسست جمعية » الحجر والزيتون » دعما pierre et l olivierللأنتفاضة الفلسظينية لأولى
في سنة 1994 وقع رفت جينات من حزب الخضر الفرنسي وقد كانت من مزسسيه في الثمانينات والسبب أنها كانت تدافع عن القضية الفلسطينية في حزب متورط مع الصهيونية حتى النخاع ولم يزدها ذلك الا اصرارا في نهجها . .
وهي مع المقاومة في لبنان والعراق وكانت ولا تزال من أكبر المساندين لليبيا ولمعمر القذافي وهي تترأس حاليا التجمع الدولي من أجل كشف الحقيقة عن اغتيال الشهيد معمر القذافي.
وبالتسبة لتونس فقد ساهمت جينات في كل التحركات التي التأمت في باريس من أجل المساجين السياسيين وطلاب اللجوء منذ سنة 1993 وقد وقعت كل العرائض والنداءات المساندة للمساجين النهضويين أمثال الجبالي والعريض وعبو والمكي وغيرهم مما تسبب لها في نزاع مع طليقها الذي أراد أن يحرمها من استعمال لقب اسكندراني تحت ظغط السلطات التونسية وقد كانت جينات من بين المناضلين الذين شكلوا وفد المعهد التونسي للعلاقات الدولية الذين سافروا الى تركيا لمساندة رئيس بلدية اسطمبول رجب طيب أردغان الذي كات يقاضى من أجل تصريحات عنيفة وذلك في شهر ماي 1998 .
تعرضت جينات اسكندراني الى اعتداءين من قبل عصابات « البيطار » الصهيونية الأول في قصر العدالة في باريس في محاكمة الفيلسوف الفرنسي روجي غارودي سنة 1998 تحت أنظار البوليس الفرنسي ووصلتها بعد ذلك تهديدات بالقتل في رسالة حملت لها رصاصة مع هذا الأنذار » »La أما الأعتداء الثاني فقد وقع يوم 26 أكتوبر 2006 حين اقتحم شقتها شابان ملثمان وأثخناها ضربا..أمام La prochaine n arrivera pas par la poste. حفيدها الصغير.
جينات هاس اسكندراني أصيبت بالسرطان وتغلبت عليه بارادة فولاذية وقد نشرت كتابا تحكي فيه قصة صراعها مع هذا المرض الخبيث وتواصل جينات نضالها الكوني غير عابئة بالمرض ولا بالعمرولا أيضا بتنكرأصدقاء الأمس ولا جحود أكثر الذين ساعدتهم وساندتهم…
تحية اكباروتقدير وعرفان أيتها المناضلة الصادقة والصديقة الوفية للمبادئ والقيم التي تعلقت بها منذ نشأتك وثقي أن لك أصدقاء يحبونك ويعترفون بجميلك في تونس وليبيا وفلسطين وفي كل البلاد التي دافعت عنها وساندت كفاحها وتضامنت مع شعوبها ومع المظلومين قيها.
أحمد المناعي
19-12-2020 …
https://tunisitri.wordpress.com/2011/03/08/8-mars-journee-internationale-de-la-femme/